languageFrançais

'جاكراندا'.. مسرحية تُعيد طرح أسئلة جيل على خشبة المسرح

شهد مسرح الجهات بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي مساء السبت 27 سبتمبر 2025 عرض مسرحية "جاكراندا" ضمن فعاليات تظاهرة "الخروج إلى المسرح"، وسط حضور جماهيري لافت، خاصة وأن الدخول مجاني لكل العروض، في خطوة تسعى إلى إعادة الجمهور إلى قاعات المسرح وترميم العلاقة بين المتفرج والفن الرابع.

ففي السنوات الأخيرة، عانت العروض المسرحية في المهرجانات الصيفية من ضعف الإقبال الجماهيري، سواء لقلة الإنتاجات أو لعزوف المتلقي عن المسرح الجاد، لكن مبادرات مثل هذه التظاهرة تعيد الأمل في مشهد مسرحي يقترب أكثر من الناس.

مسرحية تحمل أسئلة جيل ضائع

"جاكراندا" من إخراج وسينوغرافيا نزار السعيدي، ونص ودراماتورجيا عبد الحليم المسعودي، هي إنتاج المسرح الوطني التونسي – المسرح الوطني الشاب لسنة 2025.

يجسّد العمل أزمة جيل يعيش على تقاطع الذاكرة المثقلة بالماضي والواقع المليء بالخذلان، جيل لم يرث وطناً بقدر ما ورث مأزقاً.

تدور الأحداث داخل فضاء مركز النداء "Tanit Call Center"، الذي يتحول إلى مسرح للبوح والانتظار، ولطرح أسئلة الهوية والعمل والتواصل في عالم متخم بالعزلة والضجيج في آن واحد.

على الركح، قدّم الأداء ثلة من الممثلين الشباب ، حمودة بن حسين، أصالة كواص، أنيس كمون، ثواب العيدودي، حلمي الخليفي، مريم التومي، محمد عرفات القيزاني، حسناء غنام، بإسناد من فريق فني وساهم في الموسيقى أسامة السعيدي...

نزار السعيدي: المسرح فعل مقاومة

في تصريح لموزاييك، أكّد المخرج نزار السعيدي أنّ "جاكراندا" تأتي في إطار مسار فني وجمالي يشتغل منذ سنوات على مقاربة الواقع التونسي وإعادة صياغته جمالياً، قائلاً "نحاول من خلال هذا العمل طرح أسئلة حارقة بأسلوب جمالي ملحمي، وتسجيل لحظات من الحاضر التونسي الذي يستحق أن يُؤرّخ له فنياً".

مكانة المسرح التونسي

وأضاف السعيدي أنّ العرض سيشارك في مهرجان بغداد للمسرح  خلال أكتوبر المقبل لتمثيل تونس، معتبراً ذلك تحدياً جديداً يضع المسرح التونسي في مكانته الطبيعية عربياً.

وشدّد السعيدي على أنّ التظاهرات المسرحية في تونس أصبحت اليوم "شكلاً من المقاومة ضد الفراغ والتجهيل"، مذكّراً بأن عديد المهرجانات المسرحية الجهوية اندثرت، الأمر الذي يجعل من مبادرات مثل "الخروج إلى المسرح" بارقة أمل لإحياء الحركة المسرحية.

"الخروج إلى المسرح".. خطوة لكسر المركزية

تظاهرة "الخروج إلى المسرح" في العاصمة قد تُقرأ بوصفها محاولة لتجديد الصلة بين الفن الرابع وجمهوره، لكنها تذكّر أيضاً بحاجة الجهات إلى فعاليات مماثلة لكسر المركزية الثقافية. ومع ذلك، فإن كثافة الحضور ونجاح العرض الأخير لمسرحية "جاكراندا" يعكسان تعطش الجمهور لمسرح صادق يلامس قضاياه العميقة، ويجعل من الخشبة فضاءً للبوح والحرية.

صلاح الدين كريمي